حرب بني صهيون

يدخل علينا يوم عاشر من الهجوم الإسرائيلي وغزة تصحو على ما تنام عليه.. مشاهد الأشلاء والقتل أصبحت معتادة في الحياة اليومية في القطاع. الجيش الإسرائيلي بدأ هجومه الجوي يوم السبت وهو اليوم المقدس عند اليهود.. وبعد أسبوع شن هجومه البري يوم السبت أيضاً. هذا الجيش الذي دأب على نعت نفسه بأنه الأكثر أخلاقاً وطهراً اعتاد بدء حملته العسكرية بالصلاة والدعاء.. ليقوم بعد ذلك بقصف المدنيين العزل من الجو والبر والبحر.

ومع أن الهدف المعلن من حربه كان القضاء على حركة حماس، بدعوى تغيير واقع أمني وتقليص عدد الصواريخ التي تطلق على جنوب إسرائيل. الا أن غزة أصبحت كثلاجة كبيرة تفوح منها رائحة الموت من كل مكان... بعد أن أُطبق الحصار من كل الجهات ولم يَسلَمْ حتى الهواء الذي يتنفسه المواطنون للبقاء على قيد الحياة... طائرات تقصف من الجو وزوارق حربية تكمل المهمة بحراً والقوات البرية تتكفل بما تبقى... وعدد القتلى المدنيين من الأطفال والنساء يزيد على 30%. والمبرر دائماً... إنها الحرب. الجيش الإسرائيلي منع كافة وسائل الإعلام المحلية والأجنبية وحتى العسكرية من مرافقته الى ساحة المعركة في مسعًى للتعتيم على خسائره. كما أخذ كل الهواتف النقالة من جنوده.. وهو درس اعلامي تعلمه من حرب لبنان الثانية التي أفقدته بشهادة المجتمع الاسرائيلي هيبته وقوة ردعه التي كان يتفوق بها على دول المنطقة.. مراقبون يرون أن الدولة العبرية حاولت تأليب الرأي العام في غزة على حماس بالحصار فلم تنجح فكان لا بد من الهجوم العسكري لكسر شوكة المقاومة وتعريفها على قدرات ما يسمى بجيش الدفاع الإسرائيلي... فيما يرى آخرون أن هدف الهجمات ليست القضاء على حماس بل هناك حملة تقودها الولايات المتحدة وتباركها بعض الدول العربية للقضاء على كل من يرفع الصوت بكلمة مكونة من خمسة حروف هي مقاومة فمن العراق إلى لبنان والآن جاء دور غزة.... غزة تغرق في بحر من الدماء والجوع والحصار.. حلم طالما رواد رابين في أن يستيقظ ويرى غزة وقد ابتلعها البحر... لكن الرد جاء من أهلها.. غزة ستظل كما كانت شوكة في حلق إسرائيل منذ ستين عاما.
منقول