مودع للدنيا وهو في الثالثة والثلاثين


كتب /أبو شهد

أنا العبد الذى سطرت عليــــه ***صحائف لم يخف فيها الرقيبـا

أنا العبد المسىء عصيت سرا ***فمالى الآن لا أبدى النحيبـــــا

البيت الأول هو إقرارى لنفسى بحالى و البيت الثانى هو سؤالى لنفسى لماذا هذا حالى , لماذا لا تفيض الدموع من عينى و هذه صحائفى.
لقد قررت محاولة الصمت التام قدر الإمكان فأنا أشعر بالعار كلما تكلمت أو فكرت أو ضحكت أو مارست أى شىء يدمغنى بصفة الحياة فعار على أن أحيا وسط هذا الظلم الذى يملأ الأرض فالموت أحب لى , قد يعتبرنى البعض مبالغا أو حالما أو شديد المثالية أو حتى أحمقا و لكل هؤلاء أقول أيكم يضمن لى الجنة.
أنا الآن ناهزت الثالثة و الثلاثين من العمر و لا أدرى كم تبلغ البقية و لا أدرى كيف يكون حالى حينها و لا أدرى ما يكون حالى و سط ظلام قبر له ضمة لا مناص منها.
لقد قررت أن أحاول أن أصمت ليكون صمتى فكرا و إذا لم يكن هناك مفر من الحديث فإن شاء الله يكون حديثى ذكرا , و أنا أعلم مدى صعوبة هذا و لكنى أشهد الله أنى سوف أحاول و أدعو الله أن يوفقنا جميعا لما فيه مرضاته سبحانه و تعالى
و لكن وجهى سيتمعر غضبا لله إذا ما رأيت حرماته تنتهك و قلبى سينفطر حزنا كونى مستضعفا لا أجد ما أحمل نفسى عليه و لا ما أدفع به الظلم عن المظلوم
أستغفر ربى عما مضى من عمرى و أسأله رحمته فيما تبقى منه
لا أبتغى شيئا من وراء هذا الحديث إلا أن أشهدكم أنه لا إله ألا الله و أن سيدنا محمد رسو ل الله , شهادة حق خالصة من قلبى , و أعلم أنى لا أعمل بكل لازم معنى هذه الشهادة , إلا إنى سأحاول دوما أن أثبت يقينها فى قلبى و أغرس آثارها فى حياتى ما يسر الله لى ذلك , فطاعة الله هى نعمة من الله سبحانه و تعالى
لا أريد أن أطيل عليكم قد تكون هذه آخر رسالة أبعث بها إليكم , اعتبروها رسالة رجل يحتضر و هو موقوف على أعتاب قبره
أوصيكم و نفسى بتقوى الله و كثرة الإستغفار و قيام الليل فإنه عز و شرف المؤمنين.
وهو سبحانه أعلم بمن اتقى

والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته

ليست هناك تعليقات: