الداخلية عرضت على أولياء الأمور نقل أبناءهم إلى مدارس أخرى .. أمن الدولة يغلق مدرسة الجزيرة الإسلامية بالإسكندرية ويشرد 1000 تلميذ
أغلقت قوة من مباحث أمن الدولة مدعومة بقوات كبيرة من الأمن المركزي مساء أمس الأول، مدرسة "الجزيرة" الخاصة بالإسكندرية، ذات الطابع الإسلامي، وفرضت حراسة مشددة عليها دون إبداء الأسباب.
ومنعت قوات الأمن صباح أمس 1000 تلميذ في مراحل الحضانة والابتدائي والإعدادي من دخول المدرسة، وهددت بإطلاق الغازات المسيلة للدموع عليهم إن أصروا على الدخول، كما اعتدت على أولياء أمور التلاميذ وهددت باعتقالهم.
ونصح أحد ضباط أمن الدولة، أولياء الأمور بتحويل أبنائهم إلى مدارس أخرى، لأن أوامر صدرت "من فوق" بإغلاق المدرسة للأبد، ووعدهم بمساعدتهم في نقل أبنائهم لأي من مدارس الإسكندرية الخاصة فورا، لكن أولياء الأمور تمسكوا ببقاء أولادهم بالمدرسة، وهددوا باللجوء للقضاء لاستصدار حكم جديد بإعادة فتحها.
وأبلغ جمال معوض وكيل وزارة التربية والتعليم بالإسكندرية، طلعت محمد فهمي رئيس مجلس إدارة المدرسة بأن قرار إغلاقها قرار أمني صدر من رئاسة مباحث أمن الدولة بالقاهرة، وأنه اخطر بالقرار لمجرد العلم فقط، ولا يستطيع إلغاءه.
وسبق أن قامت قوات الأمن المركزي المدعومة بالجرافات، يرافقها عدد من ضباط مباحث امن الدولة ورئيس حي العامرية وقتها اللواء محمد المنيسى بهدم مبنى مدرسة "الجزيرة" الذي كان يقع على مساحة 6 آلاف متر في الكيلو 26.5 قبلي طريق إسكندرية – مطروح، حيث تم تسويتها بالأرض قبيل بدء العام الدراسي عام 2005.
وتعللت أجهزة الأمن وقتها بأن المدرسة بنيت بدون الحصول على التراخيص اللازمة، إلا أن صاحب المدرسة قدم للقضاء الإداري كافة الموافقات على إنشائها، والتي تمثلت في خطاب من هيئة التخطيط العمراني بتاريخ 25 أغسطس 1999 بأن المنطقة مخططة، وكذا موافقة محافظ الإسكندرية على إنشاء المدرسة الصادرة في 18 يناير 2002، وموافقة جهاز حماية أملاك الدولة على إصدار ترخيص البناء في 25 فبراير 2004.
كما تضمنت حافظة الموافقات التي قمتها إدارة المدرسة للمحكمة موافقة اللجنة العسكرية للقوات المسلحة بالمنطقة الشمالية على السير في إجراءات الترخيص، وأيضا موافقة هيئة الأبنية التعليمية على الترخيص المبدئي للمدرسة بتاريخ 3سبتمبر 2002.
فضلا عن قرار تنفيذي رقم 50 لسنة 2004 لوكيل أول وزارة التربية والتعليم بالإسكندرية بتشغيل المدرسة، وإخطار كافة الجهات المعنية بذلك، كما صدق اللواء محمد عبد السلام المحجوب محافظ الإسكندرية على التشغيل بتاريخ 12 مايو 2005، وانتظمت المدرسة بعد ذلك في العمل لعام دراسي كامل، وكذا أعمال التنسيق للعام الدراسي 2005/ 2006.
إلا أن أمن الدولة استصدر بناء على تعليمات من السفارة الأمريكية بالقاهرة قرار إزالة المباني رقم 389 لسنة 2004، ورغم ذلك وافق محافظ الإسكندرية على إرجاء تنفيذ القرار بتاريخ 14 أكتوبر 2004، ومدد إرجاء تنفيذ حتى 15 أغسطس 2005، إلا أن السفارة استعجلت تنفيذ قرار الإزالة، فتم إزالتها بتاريخ 21 أغسطس 2005 وتسوية كافة مبانيها ومنشآتها بالأرض.
ونأى وقتها اللواء محمد المنيسي رئيس حي العامرية بنفسه عن هدم المدرسة، وأكد أن أمن الدولة بضغوط أمريكية هي التي استصدرت قرار الهدم، وأن محافظ الإسكندرية نفسه لا يستطيع منع الهدم لأنها إرادة أمنية أمريكية.
وكانت معلومات قد تسربت وقتها تؤكد أن جمعية أهلية لرعاية المعاقين بمنطقة برج العرب هي التي أبلغت السفارة الأمريكية بالقاهرة بأن هناك مدرسة دينية أقيمت بمنطقة نائية قبلي طريق إسكندرية مطروح على غرار المدارس الدينية الباكستانية، وأن الدراسة تعطل وقت الصلاة.
ونظرا لما تتمتع به مديرة تلك الجمعية بثقة السفارة الأمريكية، لدرجة أن السفير الأمريكي السابق زارها عدة مرات خلال الأعوام الماضية، لذا فقد تعاملت السفارة مع مزاعم مديرة الجمعية الأهلية على أنها معلومات أمنية على درجة كبيرة من الأهمية.
وعلى الفور، طلب مكتب المباحث الفيدرالية الأمريكية الكائن بمقر السفارة الأمريكية بالقاهرة من مباحث امن الدولة هدم تلك المدرسة فورا، ومنع عودتها مرة أخرى، بل ومنع إقامة أي مدارس ذات طابع إسلامي مستقبلا.
يأتي هذا في الوقت الذي صدرت فيه العديد من الأحكام القضائية كان آخرها الحكم الصادر بجلسة 6/1/2007 في الدعوى رقم 23449 لسنة 61 قضائية بوقف القرار السلبي بالامتناع عن تشغيل المكان البديل لمدرسة "الجزيرة" الخاصة.
كما صدور قرار التنفيذ رقم 98 لسنة 2007 من مديرية التربية والتعليم بالإسكندرية، وكالة الوزارة/ إدارة الشئون القانونية، قسم القضايا والذي أبلغ كافة الجهات بتنفيذه لحكم القضاء الإداري المشار إليه والموافقة على بدء الدراسة في المكان البديل للمدرسة.
لكن على الرغم من هذا منعت مباحث أمن الدولة بالقوة صباح الاثنين الماضي التلاميذ من دخول مدرستهم وقامت بتشميع أبوابها المدرسة وربطها بالجنازير دون إبداء الأسباب.
علمت "المصريون" أن القرار جاء بناء على طلب السفارة الأمريكية من الأمن إغلاق المدرسة، بناء على تقرير صادر من المركز الثقافي الأمريكي بالإسكندرية والذي تتركز مهمته في إعداد التقارير الخاصة والسرية عن المجتمع السكندري.
يأتي هذا في الوقت الذي وافقت فيه محافظة الإسكندرية لإقامة العشرات من المدارس الأمريكية الخاصة، كالمدرسة المصرية الأمريكية والفرنسية، والألمانية، بالإضافة إلى مدارس الآحاد "الفرنسيسكان"، كما شهدت الإسكندرية خلال الأعوام الخمس الماضية إنشاء أكثر من 30 مدرسة خاصة بمراحلها المختلفة تم بنائها على أراضى زراعية ورغم ذلك لم تتعرض لأي إغلاق أو إزالة.
منقول (المصريون)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق